مقديشو على موعد مع اختبار ديمقراطي تاريخي: 20 حزبًا يتنافسون في أول انتخابات منذ 57 عامًا
15.12.2025 07:50
اهم اخبار العالم World News
الدستور
مقديشو على موعد مع اختبار ديمقراطي تاريخي: 20 حزبًا يتنافسون في أول انتخابات منذ 57 عامًا
Font Size
الدستور

يترقب  الصوماليون، ولا سيما سكان العاصمة مقديشو، انتخابات محلية وُصفت بالحاسمة، من المقرر إجراؤها في 25 ديسمبر الجاري، وسط استعدادات سياسية وأمنية مكثفة، ومشاركة حزبية أقل من المتوقع.

20 حزبًا فقط في سباق بنادر

أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في الصومال اكتمال عملية تسجيل المرشحين لانتخابات المجالس المحلية في إقليم بنادر، الذي يضم العاصمة مقديشو، بعد انتهاء فترة التمديد التي أُقرت لمنح الأحزاب مزيدًا من الوقت لاستكمال الإجراءات القانونية.

ووفقًا لبيان رسمي صادر عن اللجنة، فقد تقدمت 20 حزبًا سياسيًا بقوائم مرشحيها بشكل نهائي، من أصل 61 حزبًا كانت قد سجلت نيتها المشاركة في الانتخابات مطلع العام الجاري، قبل أن تنسحب الغالبية لاحقًا لأسباب لم تُعلن رسميًا.

وأوضحت اللجنة أن عملية إعداد القوائم شهدت مراحل متدرجة، إذ بدأت بمشاركة 12 حزبًا، ثم ارتفع العدد إلى 18، قبل أن يستقر عند 20 حزبًا استكملوا تقديم قوائمهم بنجاح.

نتخابات بنادر.. اختبار للثقل السياسي

ومن المقرر أن تخوض الأحزاب المتأهلة منافسة مباشرة في انتخابات المجالس المحلية بإقليم بنادر، والمزمع تنظيمها في 25 ديسمبر الجاري داخل العاصمة مقديشو، في خطوة تُعد مفصلية في مسار التحول الديمقراطي بالصومال.

وتكتسب انتخابات بنادر أهمية خاصة، نظرًا لكون الإقليم يمثل القلب السياسي والإداري للبلاد، ما يجعل نتائجها ذات تأثير مباشر على المشهد العام.

دعوة رئاسية لكسر العزوف الانتخابي

في السياق ذاته، وجّه الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود دعوة مفتوحة إلى سكان مقديشو للمشاركة الفاعلة في الانتخابات المحلية، وحثهم على التوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم المحليين.

ووصف الرئيس هذه الانتخابات بـ"التاريخية"، مؤكدًا أنها أول انتخابات محلية مباشرة تُجرى منذ نحو 57 عامًا، يتمكن فيها المواطنون من اختيار قياداتهم المحلية عبر التصويت المباشر.

وشدد حسن شيخ محمود على ضرورة أن تستند خيارات الناخبين إلى معايير الكفاءة والمعرفة والمهارات والمسؤولية الاجتماعية، بعيدًا عن منطق التعيين أو أي ضغوط أو إكراهات.

بطاقة الرئيس ورسالة رمزية

وفي خطوة رمزية، تسلّم الرئيس الصومالي بطاقة الناخب الخاصة به، داعيًا المواطنين إلى استلام بطاقاتهم الانتخابية والمشاركة في العملية الديمقراطية.

وأكد أن القرارات الصادرة عن المجالس المحلية تنعكس بشكل مباشر على الأمن والخدمات العامة وجودة الحياة اليومية للمواطنين، ما يضاعف من أهمية المشاركة الشعبية.

مليون ناخب و42 مركزًا للتوزيع

وبحسب اللجنة الوطنية للانتخابات والحدود، فقد تسلّم نحو 200 ألف ناخب بطاقاتهم الانتخابية حتى الآن، من أصل قرابة مليون ناخب مسجل في إقليم بنادر.

وأشارت اللجنة إلى تخصيص 42 مركزًا لتوزيع بطاقات الناخبين في مقديشو، بهدف تسهيل وصول المواطنين وتشجيع المشاركة الواسعة، لافتة إلى أن عملية التوزيع لا تزال مستمرة وسط إجراءات أمنية وتنظيمية مشددة.

سباق مع الزمن قبل يوم الاقتراع

وتواصل مراكز التسجيل في العاصمة إصدار بطاقات التصويت وفق الخطة المعتمدة، دون تسجيل عراقيل تُذكر، في وقت دعت فيه لجنة الانتخابات المواطنين إلى الالتزام بالمواعيد المحددة لتجنب الازدحام مع اقتراب يوم الاقتراع.

وتُعد هذه الانتخابات اختبارًا حقيقيًا لمدى جاهزية الصومال لترسيخ تجربة ديمقراطية محلية، في ظل تحديات أمنية وسياسية لا تزال تلقي بظلالها على المشهد العام.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.