أعربت دولة قطر عن إدانتها الشديدة واستنكارها الهجوم الذي استهدف مقر بعثة الأمم المتحدة في كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان، في السودان، والذي أسفر عن استشهاد ستة من جنود حفظ السلام البنجلاديشيين وإصابة آخرين من البعثة.
وأكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان صادر اليوم الأحد ونشر عبر موقعها الإلكتروني، مجددًا موقف دولة قطر الثابت ضد العنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، بغض النظر عن دوافعها أو أسبابها.
وقدمت الوزارة تعازي دولة قطر لأسر الضحايا ولحكومة وشعب جمهورية بنجلاديش الشعبية، متمنية الشفاء العاجل للمصابين.
تفاصيل الهجوم المميت على قوات حفظ السلام البنجلاديشية في السودان
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، والجيش البنجلاديشي، قد أعلنا عن أن غارة جوية بطائرة مُسيّرة استهدفت منشأة تابعة للأمم المتحدة في السودان الذي مزقته الحرب، يوم السبت، ما أسفر عن مقتل ستة من جنود حفظ السلام البنجلاديشيين.
وأوضح جوتيريش، في بيان له، أن الغارة استهدفت قاعدة لوجستية لحفظ السلام في مدينة كادوقلي، بإقليم كردفان وسط البلاد.
ووفقًا لبيان الجيش البنجلاديشي، فإن الوضع في المنطقة "لا يزال غير مستقر، والاشتباكات مع الإرهابيين مستمرة"، مشيرًا إلى أن السلطات تبذل قصارى جهدها لتقديم العلاج الطبي وعمليات الإنقاذ للمصابين.
وتعد بنجلاديش من أكبر الدول المساهمة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتنتشر قواتها منذ فترة طويلة في أبيي الغنية بالنفط، وهي منطقة مضطربة متنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.
وأعلنت إدارة العلاقات العامة المشتركة بين الأجهزة في بنجلاديش، في بيان لها اليوم الأحد، أن جماعات مسلحة انفصالية شنت هجومًا بطائرة مُسيرة على قاعدة كادوقلي اللوجستية التابعة لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في أبيي، السودان، يوم أمس (السبت) من الساعة 3:40 إلى 3:50 مساءً بالتوقيت المحلي.
وتابع: "أُصيب ثمانية من جنود حفظ السلام في الهجوم، وجميعهم من البنجلاديشيين، ويخدمون في قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا)".
وقال جوتيريش: "إن الهجمات التي تستهدف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة قد تشكل جرائم حرب بموجب القانون الدولي"، داعيًا إلى محاسبة المسئولين عن هذا الهجوم "غير المبرر".
الهجوم يعكس النهج التخريبي لميليشيا الدعم المتمردة
وحمّل الجيش السوداني ميليشيا الدعم السريع، وهي جماعة شبه عسكرية سيئة السمعة، مسئولية الهجوم، وهي تخوض حربًا مع الجيش للسيطرة على البلاد منذ أكثر من عامين.
وأضاف الجيش، في بيان له، أن الهجوم "يكشف بوضوح عن النهج التخريبي للميليشيات المتمردة ومن يقف وراءها". ونشر الجيش مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر أعمدة كثيفة من الدخان الأسود تتصاعد فوق ما وصفه بأنه منشأة تابعة للأمم المتحدة.
كما دعا جوتيريش إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان لإتاحة "عملية سياسية شاملة وجامعة سودانية" لتسوية النزاع في هذا البلد الواقع شمال شرق إفريقيا.
وانزلق السودان إلى الفوضى في أبريل 2023. وأسفر عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، وهو رقم تعتبره منظمات حقوق الإنسان أقل بكثير من العدد الحقيقي.
وتركز القتال مؤخرًا في كردفان، لا سيما بعد سيطرة ميليشيا الدعم السريع على الفاشر، آخر معاقل الجيش في غرب دارفور.
وألحقت الحرب دمارًا واسعًا بالمناطق الحضرية، وشهدت أعمالًا وحشية، من بينها الاغتصاب الجماعي والقتل بدوافع عرقية، والتي وصفتها الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لا سيما في إقليم دارفور غرب البلاد.
كما تسببت الحرب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ودفعت أجزاء من البلاد إلى حافة المجاعة.