قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الخميس، إن بلاده مستعدة لاحتمال اتخاذ أوروبا قرارًا بخوض الحرب، متهمًا دولًا في القارة بأنها "تزرع حاليًا بذور صراع جديد وتعلن ذلك صراحة".
وشارك لافروف في الاجتماع العاشر لـ"الطاولة المستديرة للسفراء" الذي عُقد في العاصمة موسكو.
وفي كلمته، تطرق لافروف إلى مبادرات الولايات المتحدة بشأن إيجاد حل لأزمة أوكرانيا، قائلًا: "الأمريكيون يحاولون فهم جوهر الأزمة الأوكرانية".
وتابع أن ذلك انعكس في القمة التي عُقدت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في 15 أغسطس الماضي.
تفاهم متبادل
وأشار إلى تحقيق "تفاهم متبادل" خلال القمة، وأنه ما زالت تلك التفاهمات صالحة ويمكن أن تكون "منطلقًا لحل الأزمة".
وأضاف أن المفاوضات التي يجريها ترامب مع روسيا "تستهدف معالجة الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية وحلها بشكل طويل الأمد".
ولفت إلى أن روسيا لم تطلع بعد على الصيغة النهائية للخطة الأمريكية المقترحة لإنهاء الحرب مع أوكرانيا.
وبيّن: "لم يعرض علينا أحد المقترحات التي يفسرها (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي وأسياده في أوروبا الغربية حاليًا".
وأكمل: "حسب ما ورد في الإعلام، تتضمن الخطة إنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول الحدود، ومنع نشر الأسلحة الثقيلة على جانبيها، وإقامة منطقة عازلة. لكن من دون مشاركتنا لا معنى لمناقشة هذه الأمور".
وأكد ضرورة أن تكون أوكرانيا "دولة محايدة" وألا تنضم لأي تحالف عسكري بما في ذلك حلف شمال الأطلسي "ناتو"، مشددا على أهمية حماية حقوق الأقليات وحرية الدين في أوكرانيا.
وزاد "لافروف": "لا حاجة لنا إلى الأراضي. ما يهمنا هو مصير الناس الذين يعيشون هناك. لكن حقوق هؤلاء انتهكت من جانب سلطات كييف".
واعتبر أن أوروبا تعمل على عرقلة مسار حل الأزمة، مضيفا: "زيلينسكي، وبدعم من قادة بروكسل وبرلين ولندن وباريس، يحاول إفشال المبادرات الأمريكية للحل الطويل الأمد. إنهم يقلبون كل شيء بحجج مختلفة".
ولفت إلى أن بعض الدول الأوروبية تخطط لنشر قوات في أوكرانيا تحت غطاء "قوات حفظ سلام"، مضيفًا: "يحلمون بإرسال قوة إلى أوكرانيا. هذه القوة ستكون هدفًا مشروعا لنا".
وكشف أن قوات خاصة بريطانية توجد بالفعل في أوكرانيا، مبينًا أن الحكومة البريطانية اضطرت للاعتراف بوجود ما لا يقل عن 100 جندي يقاتلون إلى جانب القوات الأوكرانية، بعد مقتل أحدهم.
وأشار "لافروف" إلى أن أوروبا تسعى للحصول فقط على ضمانات أمنية لأوكرانيا، مؤكدًا رفض روسيا لذلك، ومشددًا على وجوب أن تكون الضمانات "شاملة".
وذكر أن المقترحات التي قدمتها روسيا للولايات المتحدة والناتو في ديسمبر 2021 بشأن الضمانات الأمنية ما تزال صالحة ويمكن أن تكون أساسًا للمشاورات.
وشدد على أن روسيا لا تعتزم مهاجمة دول الناتو أو الاتحاد الأوروبي: "نحن مستعدون لتدوين هذه الضمانات خطيًا. لكن يجب أن تكون متبادلة، نحن نلتزم بكلمتنا، لكن في الجانب الآخر هناك جنون عسكري".
وتابع وزير الخارجية الروسي: "كما قال الرئيس بوتين إذا قررت أوروبا خوض الحرب فنحن مستعدون لذلك منذ الآن. أوروبا تزرع بذور صراع جديد وتعلن ذلك بوضوح".