جرائم متصاعدة.. ميليشيا الدعم السريع توسع هجماتها لتشمل قوات حفظ السلام
14.12.2025 10:32
اهم اخبار العالم World News
الدستور
جرائم متصاعدة.. ميليشيا الدعم السريع توسع هجماتها لتشمل قوات حفظ السلام
حجم الخط
الدستور

تواصل ميليشيا الدعم السريع تصعيد هجماتها الدامية في السودان ضد المدنيين والمنشآت الحيوية لتشمل مؤخرًا البعثات الدولية وقوات حفظ السلام، في تطور يعكس تجاهل الميليشيا الواضح للتحذيرات والعقوبات الدولية.

وفي سابقة في مسار الصراع، أعلنت بعثة الأمم المتحدة عن أن ستة من جنود حفظ السلام البنجلاديشيين التابعين للأمم المتحدة قتلوا يوم السبت في غارة جوية بطائرة مسيرة انتحارية وثلاثة صواريخ استهدفت منطقة جنوب كردفان في السودان، وقد أدانت دكا الهجوم بشدة.

وقالت قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (ج) إن "ستة جنود قتلوا وأُصيب ستة آخرون"، بينهم أربعة إصاباتهم خطيرة، عندما استهدفت طائرة مسيرة معسكرهم في كادوقلي، عاصمة ولاية جنوب كردفان.

وأكدت أن جميع الضحايا من بنغلاديش، وفقًا لموقع "السودان نيوز".

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الهجوم "المروع"، قائلًا إنه "قد يرقى إلى جرائم حرب بموجب القانون الدولي".

وقال في بيان: "إن الهجمات من هذا القبيل التي وقعت اليوم في جنوب كردفان ضد قوات حفظ السلام غير مبررة. ولا بد من محاسبة المسئولين".

وأعرب المرشد الأعلى المؤقت لبنجلاديش، محمد يونس، في بيان له، عن "حزنه العميق" إزاء الهجوم، وقدر عدد القتلى بستة وجرحى بثمانية.

طالب يونس الأمم المتحدة بضمان تقديم "أي دعم طارئ ضروري" لأفراد بلاده.

وأضاف: "ستقف حكومة بنغلاديش إلى جانب عائلات الضحايا في هذه اللحظة العصيبة". كما أدانت وزارة الخارجية في دكا الهجوم بشدة.

وتنتشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في أبيي، وهي منطقة متنازع عليها بين السودان وجنوب السودان.

حرائق مشتعلة

وكان مصدر طبي قد صرح لوكالة فرانس برس في وقت سابق بأن الهجوم الذي نفذته ميليشيا الدعم السريع على منشأة تابعة للأمم المتحدة في كادوقلي أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، وقال شهود عيان إنهم موظفون في الأمم المتحدة.

وقال المصدر الطبي في مستشفى المدينة: "قُتل ستة أشخاص في قصف استهدف مقر الأمم المتحدة أثناء وجودهم داخل المبنى"، فيما أفاد شهود عيان بأن طائرة مسيرة استهدفت منشأة الأمم المتحدة.

ونشر الجيش السوداني مقطع فيديو يظهر آثار الدمار الناتج عن هجوم مليشيا الدعم السريع، مع تصاعد ألسنة اللهب من داخل قاعدة قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا)، في مؤشر على حجم الخسائر التي خلفها القصف.

وفي بيان رسمي، أدانت الحكومة السودانية الهجوم واتهمت ميليشيا الدعم السريع بشكل مباشر بالوقوف وراءه، واصفة ما جرى بأنه "تصعيد خطير" يهدد الأمن والاستقرار ويقوض جهود المجتمع الدولي في حماية المدنيين.

بدوره، قال رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس، إن ميليشيا الدعم السريع "استوفت جميع الشروط اللازمة لتصنيفها كجماعة إرهابية"، داعيًا الأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لمحاسبة قادة الميليشيا وتقديمهم إلى العدالة الدولية.

وتأتي هذه الجريمة الجديدة في وقت تشدد فيه ميليشيا الدعم السريع حصارها على مدينة كادوقلي، التي أُعلن فيها عن مجاعة مطلع نوفمبر، حيث تعاني المدينة منذ نحو عام ونصف العام من حصار خانق فرضته المليشيا، ما فاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.

 

موقع استراتيجي

ويشير محللون إلى أن ميليشيا الدعم السريع تسعى، بعد توسعها شرقًا عقب سيطرتها على الفاشر في دارفور، إلى إحكام قبضتها على إقليم كردفان الغني بالنفط، نظرًا لأهميته الاستراتيجية في تأمين خطوط الإمداد وتحريك القوات، في محاولة لاختراق دفاعات الجيش والتقدم نحو وسط السودان.

وخلال الأسابيع الماضية، كثفت ميليشيا الدعم السريع هجماتها في جنوب كردفان، حيث أسفرت غارات نفذتها الميليشيا على روضة أطفال ومستشفى في مدينة كالوجي عن مقتل 114 شخصًا، بينهم 63 طفلًا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ اندلاع الحرب.

وتسببت الحرب التي تقودها ميليشيا الدعم السريع ضد الجيش السوداني منذ أبريل 2023 في مقتل عشرات الآلاف وتشريد الملايين، وأدخلت البلاد في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وسط فشل متواصل للجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الصراع.

وفي الشهر الماضي، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه سيتخذ خطوات لإنهاء الصراع عقب محادثات جرت في واشنطن مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلا أن هذه المبادرة لم تفعل بعد.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.