كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن أن الإدارة الأمريكية شنت هجوما غير مسبوق على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بقيادة بنيامين نتنياهو، ووصل الأمر لسب الأخير، بعد اغتيال القيادي في حركة "حماس" رائد سعد.
وتابعت الصحيفة العبرية أن الولايات المتحدة أكدت أن ما فعلته إسرائيل هو خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار
وكشفت مصادر أمريكية مطلعة عن أن هذه العملية قد تعقّد الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية الخاصة بقطاع غزة، وهي القضية التي يُتوقع أن تتصدر المباحثات بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نهاية الشهر الجاري. وفي المقابل، قال مصدر سياسي إسرائيلي إن هناك تنسيقًا وثيقًا بين إسرائيل والولايات المتحدة.
غضب غير مسبوق من نتنياهو في الإدارة الأمريكية
وحسب الصحيفة العبرية، فقد أوضح مسئولون أمريكيون لإسرائيل، عقب اغتيال رائد سعد، يوم السبت، أنهم غير راضين عن العملية، ويرون أنها تمثل انتهاكًا لترتيبات وقف إطلاق النار القائمة.
وأضافت واشنطن أن هذه الخطوة قد تعرقل التقدم نحو المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية، التي تهدف إلى تثبيت التهدئة وترتيب خطوات لاحقة في قطاع غزة.
وقد نُفذت عملية الاغتيال المستهدِف لسعد، الذي يعد الرجل الثاني في حركة حماس، يوم السبت عند الساعة 14:49 ظهرًا، بناءً على معلومات استخبارية دقيقة.
ووفق ما ورد، فإن إخطار الجانب الأمريكي بالعملية لم يتم إلا بعد نحو عشرين دقيقة، في الساعة 15:09، وهو ما اعتبر خروجًا عن القواعد التي جرى الاتفاق عليها بين تل أبيب وواشنطن ضمن إطار وقف إطلاق النار.
وأشارت التقديرات إلى أن إسرائيل كانت على دراية بإمكانية إثارة غضب الولايات المتحدة جراء هذا التصرف.
وكشفت مصادر إسرائيلية مطلعة عن أن ما حدث بعد عملية الاغتيال كان غير متوقع، حيث توقعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الغضب الأمريكي، لكن الأمر تجاوز كافة التوقعات ووصل الغضب إلى سيل من الشتائم لنتنياهو من قبل كبار موظفي ومستشاري ترامب.
ووفق ما نُقل، فإن الدائرة المقربة من ترامب تعتقد أن الاغتيال لم يكن جزءًا من الحوار غير المباشر بين إسرائيل وحماس، بل جاء في سياق رسالة سياسية موجهة إلى الرئيس الأمريكي نفسه.
وأكدت الصحيفة العبرية أن الضربة الجوية نُفذت بشكل دقيق واستهدفت مركبة في ميدان النابلسي غرب مدينة غزة، باستخدام صاروخ صغير أُطلق من طائرة مسيّرة.
ويُعد رائد سعد الرجل الثاني في قيادة حماس داخل القطاع بعد عزالدين حداد، وقال كل من نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس إن العملية جاءت ردًا على تفجير عبوة ناسفة استهدفت جنديين من قوات الاحتلال، وأدت إلى إصابتهما بجروح طفيفة.
في المقابل، أوضح مسئولون أمنيون إسرائيليون أن الاغتيال لم يكن ردًا مباشرًا على خرق لوقف إطلاق النار في خان يونس، مشيرين إلى وجود خلافات داخل القيادة الإسرائيلية حول تنفيذ العملية، خاصة في ظل عدم استعادة جثمان الجندي الإسرائيلي الأسير ران جويلي.