حذرت محافظة القدس، اليوم الإثنين، من مخطط استيطاني إسرائيلي وصفته بالخطير، يستهدف أراضي مطار القدس الدولي "قلنديا"، ويهدف إلى فصل شمال المدينة عن امتدادها الفلسطيني الطبيعي، في خطوة اعتبرتها تصعيدًا غير مسبوق في سياسة الاستيطان الاستعماري وفرض الوقائع بالقوة.
وقالت محافظة القدس، في بيان رسمي لها، إن دفع سلطات الاحتلال قدمًا بمخطط إقامة مستعمرة ضخمة على أراضي المطار يشكل ضربة مباشرة للتواصل الجغرافي والديمغرافي الفلسطيني بين القدس ورام الله، ويقوّض أي أفق سياسي قائم على حل الدولتين.
وأضافت أن المشروع يسعى إلى عزل القدس الشرقية ومنع تطورها كمركز حضري وسياسي محتمل للدولة الفلسطينية، عبر إحكام الطوق الاستيطاني حولها.
ووفق البيان، يهدف المخطط إلى إنشاء نحو 9 آلاف وحدة استيطانية في قلب فضاء حضري فلسطيني مكتظ، يضم مناطق كفر عقب وقلنديا والرام وبيت حنينا وبير نبالا.
وأكدت المحافظة أن تنفيذ هذا المشروع سيُحدث اختلالًا عميقًا في النسيج العمراني الفلسطيني شمال القدس، ويشكّل تهديدًا مباشرًا لوحدة الحيّز الحضري المتكامل، بما يعمّق سياسة الفصل والعزل المفروضة على المدينة ومحيطها منذ سنوات.
وأوضحت محافظة القدس أن ما تُسمى اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الإسرائيلية تعتزم عقد جلسة، يوم الأربعاء المقبل، لبحث الدفع بالمخطط رقم 101-0764936، وقد تشهد الجلسة المصادقة على المبادئ الأساسية للمخطط، بما في ذلك تخصيص مساحات تجارية وعامة، في خطوة تمهّد لانتقاله إلى مراحل تنفيذية لاحقة.
وذكرت بأن محاولات سابقة لتمرير المشروع عام 2021 فشلت بسبب اعتراضات رسمية من وزارتي حماية البيئة والصحة الإسرائيليتين، إضافة إلى تجميده خلال ولاية الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.
وفي سياق متصل، كشفت المحافظة عن أن وزارة المالية الإسرائيلية طلبت خلال ديسمبر الجاري مصادقة لجنة المالية في الكنيست على تحويل 16 مليون شيكل لوزارة حماية البيئة، بذريعة تأهيل الأراضي الملوثة، بما يشمل أراضي مطار القدس الدولي.
واعتبرت أن هذه الخطوة تهدف عمليًا إلى إزالة ما وصفته بالعوائق البيئية المصطنعة لتسريع تنفيذ المشروع الاستيطاني.
وأوضحت المحافظة أن غالبية أراضي المخطط مصنّفة كأراضي دولة منذ فترة الانتداب البريطاني، رغم وجود مساحات واسعة من الأراضي الخاصة الفلسطينية.
وأشارت إلى أن الاحتلال يعتزم إخضاع هذه الأراضي لإجراءات توحيد وتقسيم قسرية دون موافقة أصحابها، في انتهاك واضح لحقوق الملكية الخاصة، ومخالفة صريحة للقانون الدولي.
محافظة القدس تحذر من تنفيذ المخطط
وحذرت محافظة القدس من أن تنفيذ المخطط سيُنشئ جيبًا استيطانيًا يفصل شمال القدس عن محيطها الفلسطيني، ويكرس سياسة تقطيع أوصال المدينة.
وأكدت أنها ستواصل فضح المشروع ومخاطبة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية، باعتباره انتهاكًا صارخًا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني.
وفي موازاة ذلك، قال عضو المكتب السياسي ومسئول مكتب شئون القدس في حركة حماس، هارون ناصر الدين، إن المخطط الاستيطاني الجديد، إلى جانب ما تزامن معه من نصب وإشعال شمعدان عيد الحانوكا عند باب القطانين، أحد الأبواب التاريخية للمسجد الأقصى، يمثّل حلقة جديدة من التصعيد التهويدي والاستفزازي الخطير بحق القدس ومقدساتها.
وأوضح ناصر الدين أن هذه الممارسات، التي تُنفذ بحماية قوات الاحتلال، تندرج ضمن نهج استيطاني يستغل مواسم الأعياد لفرض وقائع تهويدية جديدة في المسجد الأقصى ومحيطه، وتهدف إلى تغيير طابعه الديني والتاريخي، وفرض السيادة الإسرائيلية عليه بالقوة.
وحذّر من أن استمرار الاستيطان والاقتحامات وفرض الطقوس التلمودية ينذر بعواقب وخيمة، داعيًا الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى تحمّل مسئولياتهم في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى.
وأكد ناصر الدين أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدًا في القدس، متمسكًا بحقوقه ومقدساته، مشددًا على أن هذه الاعتداءات لن تمنح الاحتلال شرعية، ولن تغيّر من الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة مهما طال الزمن.