اندلعت الخلافات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي وصلت إلى حد توبيخ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لرئيس وزراء الاحتلال، ووصف موظفي البيت الأبيض للأخير بأنه أصبح منبوذًا عالميًا وإقليميًا.
وبحسب صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فقد اندلعت التوترات الحادة بين الطرفين، على خلفية عملية اغتيال القيادي البارز في حركة حماس رائد سعد في قطاع غزة، التي نُفذت من دون إبلاغ أو تشاور مسبق مع واشنطن، ويأتي هذا التوتر في سياق أوسع من الخلافات المتراكمة بشأن ملفات غزة وسوريا والضفة الغربية، وغضب الزعماء العرب من نتنياهو.
تحقيق أمريكي وغضب ترامب من نتنياهو ورسالة صارمة من البيت الأبيض
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن الولايات المتحدة بصدد فتح تحقيق بشأن الانتهاكات الإسرائيلية المحتملة في قطاع غزة وملابسات اغتيال قائد حماس.
وتابعت أن البيت الأبيض وجّه في وقت سابق رسالة خاصة شديدة اللهجة إلى نتنياهو، اعتبر فيها أن اغتيال رائد سعد في نهاية الأسبوع يمثل خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بوساطة مباشرة من ترامب.
وأكد مسؤولان أميركيان أن نبرة الرسالة تعكس تصاعد الغضب داخل الإدارة الأميركية من سياسات الحكومة الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة العبرية، أن هذا الغضب يأتي في ظل توتر متزايد بين إدارة ترامب وحكومة نتنياهو بشأن المرحلة التالية من اتفاق إنهاء الحرب في غزة، وكذلك حيال السياسة الإقليمية الإسرائيلية.
غضب عربي غير مسبوق من نتنياهو يثير أزمة مع ترامب
ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، والمبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف، إضافة إلى جاريد كوشنر مستشار الرئيس وصهره، عبروا عن إحباط عميق من سلوك نتنياهو.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن الشرارة المباشرة للأزمة تعود إلى يوم السبت، حين نفذت إسرائيل عملية اغتيال استهدفت رائد سعد، نائب قائد الجناح العسكري لحركة حماس وأسفرت الغارة في مدينة غزة عن مقتل أربعة أشخاص.
ووفق مصادر أمريكية، فإن حكومة الاحتلال الإسرائيلية لم تُخطر واشنطن بالعملية ولم تطلب موافقتها أو تشاورها قبل التنفيذ.
وفي سياق متصل، ذكرت تقارير صحفية إسرائيلية أن أوساطًا مقربة من نتنياهو تشعر بقلق متزايد قبيل زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة في نهاية الشهر.
وتخشى هذه الأوساط أن يواجه نتنياهو هذه المرة حزمة مطالب وضغوط سياسية، بدلًا من الاستقبال الودي المعتاد، وأن يُطلب منه تقديم التزامات واضحة بشأن مسار التسوية في غزة.
ونقل الموقع الأمريكي، عن مسؤول أميركي بارز قوله إن من شأن أي تصرف يُظهر عدم الالتزام بالاتفاقات أن يضر بسمعة نتنياهو دوليًا، مشددًا على أن الإدارة الأميركية لن تسمح بتقويض مصداقية ترامب بعد أن قاد جهود الوساطة للتوصل إلى اتفاق في غزة.
وأكد مسؤول إسرائيلي من جانبه أن البيت الأبيض أبدى استياءه، لكنه وصف الرسالة بأنها أقل حدة، موضحًا أنها ركزت على قلق دول عربية من اعتبار العملية خرقًا للاتفاق.
وبحسب التقرير، فإن مسؤولين أمريكيين يرون أن نتنياهو بات معزولًا على الساحة الدولية خلال العامين الماضيين، لافتين إلى تساؤلات داخل الإدارة حول أسباب غضب أكبر وأبرز قادة الدول العربية من نتنياهو، حيث عبر الكثير منهم عن عدم ثقتهم في نتنياهو.
وأضاف المسؤول أن إدارة ترامب تبذل جهودًا لإصلاح هذا الوضع، لكنها لن تواصل السعي لتوسيع اتفاقيات أبراهام إذا لم يُظهر نتنياهو استعدادًا لتخفيف حدة التوتر واتخاذ خطوات ملموسة.
وأكدت الصحيفة العبرية، أن ثمة نقاط احتكاك أخرى بين الجانبين، ففي سوريا، ترى إدارة ترامب أن الضربات الإسرائيلية تعرقل المساعي الأمريكية للاستقرار في سوريا والتوصل إلى ترتيبات أمنية جديدة، فيما يجري المبعوث الأمريكي توم باراك محادثات في إسرائيل حول هذا الملف.
أما في الضفة الغربية، فيساور البيت الأبيض قلق متزايد من تصاعد عنف المستوطنين، الذي تعتبره واشنطن استفزازًا يضر بجهود توسيع اتفاقيات أبراهام، لا سيما مع السعودية.
وأصافت الصحيفة العبرية أن ترامب أبلغ نتنياهو في اتصال هاتفي أخير بضرورة أن يكون شريكًا أفضل فيما يتعلق بملف غزة.
وأكد مسؤولون أن ويتكوف وكوشنر يشعران بالغضب من ما وصفوه بعدم مرونة إسرائيل في الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق السلام.