تصعيد خطير.. محلل فلسطيني يُحذر: توظيف "الحانوكاه" لفرض واقع جديد بالأقصى (خاص)
15.12.2025 07:58
اهم اخبار العالم World News
الدستور
تصعيد خطير.. محلل فلسطيني يُحذر: توظيف
حجم الخط
الدستور

حذّر المحلل السياسي الفلسطيني، محمد سعيد أبورحمة، من خطورة تصاعد الدعوات التي تطلقها جماعات إسرائيلية متطرفة لاقتحام المسجد الأقصى تزامنًا مع عيد الحانوكاه اليهودي، لافتًا إلى أن تلك الدعوات تعكس إصرارًا واضحًا على تحويل الصراع القائم إلى صراع ديني مفتوح، بما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على الأوضاع في القدس والمنطقة بأسرها.

وأوضح "أبورحمة"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن "عيد الحانوكاه" بما يحمله من رمزية تاريخية لدى اليهود كعيد لـ"استعادة الهيكل"، يتم توظيفه من قبل جماعات "الهيكل" المتطرفة كذريعة لإضفاء شرعية دينية على اقتحام المسجد الأقصى، والمطالبة بفرض مكان عبادة يهودي داخله، في محاولة واضحة لتغيير الوضع القائم وفرض وقائع جديدة على الأرض.

وأشار إلى أنه في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية، برئاسة بنيامين نتنياهو، وبمشاركة شخصيات متطرفة، مثل إيتمار بن غفير، لم تعد هذه الاقتحامات مجرد ممارسات هامشية أو فردية، بل أصبحت في بعض الأحيان تجري بتنسيق وحماية رسمية من الشرطة الإسرائيلية، كما يتم الترويج لها في الإعلام العبري باعتبارها حقا دينيًا، وهو ما يعكس، حسب تعبيره، تحولًا خطيرًا في السياسة الإسرائيلية تجاه المسجد الأقصى، من سياسة غض الطرف إلى المشاركة الفعلية في محاولات فرض التقسيم الزماني والمكاني.

واقرأ:
"عبدالعاطي" يُحذّر من خطورة سيناريو "القوس الأمني" في قطاع غزة (خاص)

ولفت إلى أن توقيت هذه الدعوات يأتي في ظل حرب مستمرة على قطاع غزة، معتبرًا أن اختيار هذا التوقيت ليس عشوائيًا، بل يهدف إلى توسيع رقعة المواجهة واستفزاز الشارع الفلسطيني، لا سيما في القدس والضفة الغربية، إلى جانب توجيه رسالة مفادها أن القدس ليست محمية، رغم انشغال العالم بما يجري في غزة، في محاولة لفرض أمر واقع جديد تحت غطاء الضجيج الإقليمي والدولي.

ونوه بأن التجارب السابقة أثبتت أن مثل هذه الاقتحامات تؤدي إلى تأجيج الشارع المقدسي وتفجير مواجهات في محيط المسجد الأقصى، محذرًا من أن تصاعد الغضب الشعبي العربي والإسلامي إزاء العدوان على غزة يجعل أي استفزاز في القدس مرشحًا لدفع الأوضاع نحو تفجير مواجهة موازية، حتى وإن لم تكن منظمة أو مخططًا لها مسبقًا.

وشدد المحلل السياسي الفلسطيني على أن دعوات اقتحام المسجد الأقصى خلال عيد الحانوكاه لا يمكن النظر إليها على أنها مجرد مظاهر دينية، بل تمثل جزءًا من استراتيجية مدروسة ضمن مشروع تهويد الأقصى وتغيير هويته، مستغلة حالة الانشغال الدولي بالحرب على غزة، لافتًا إلى أن التصدي لهذه الاقتحامات يتطلب حراكًا شعبيًا وسياسيًا واسعًا، إلى جانب ضغط عربي ودولي جاد على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات، محذرًا من أن استمرارها قد يقود إلى تصعيد خطير لا يمكن احتواؤه بسهولة.

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.