شدّد رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي على أهمية تحقيق الاستقرار الأمني في لبنان، وإطلاق مسار إصلاحي جدي داخل مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها استقلالية القضاء، معتبرًا أن هذه العناصر تمثل الشرط الأساسي لعودة الطاقات البشرية اللبنانية للمشاركة في عملية النهوض الاقتصادي.
وأكد ميقاتي، بحسب موقع “لبنان 24”، أن لبنان يمتلك رصيدًا كبيرًا من الكفاءات القادرة على إعادة بناء الدولة، مشيرًا إلى أن توفير المناخ المناسب كفيل بجذب الاستثمارات، في ظل ما يملكه البلد من طاقات بشرية متميزة وبنية تعليمية وصحية متقدمة.
طرابلس والشمال.. طاقات معطلة تحتاج إلى تحفيز
ولفت ميقاتي إلى وجود إمكانات كبيرة غير مستثمرة في محافظة الشمال ومدينة طرابلس على وجه الخصوص، داعيًا إلى الاستفادة منها ضمن رؤية اقتصادية متكاملة. وشدد على ضرورة إعادة النظر في السياسة الضريبية، عبر خفض الضرائب تدريجيًا عن المناطق البعيدة عن العاصمة بيروت، بهدف توفير حوافز ضريبية للمناطق التي تعاني ركودًا اقتصاديًا مقارنة بالعاصمة.
كما دعا إلى تحسين آليات اختيار موظفي القطاع العام، معتبرًا أن الإدارة العامة تشكل العمود الفقري لمؤسسات الدولة، وأن إصلاح البيروقراطية يمثل مدخلًا أساسيًا لبناء دولة حديثة قادرة على النهوض
بساط: لا تنمية من دون بنية تحتية واستقرار
من جهته، أكد وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني عامر البساط أن تحقيق التنمية الاقتصادية يتطلب توفير أرضية متكاملة تشمل الاستقرار الأمني، وتأمين الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه، إضافة إلى بنية تحتية ملائمة، وفي مقدمتها مطار فعّال.
وأشار البساط إلى أهمية الاستفادة من القوانين القائمة لتفعيل المرافق الاقتصادية في طرابلس، لا سيما المنطقة الاقتصادية الخاصة ومعرض رشيد كرامي الدولي، لافتًا إلى أن قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص الجاري إعداده قد يشكل مدخلًا لاستكمال الإجراءات المتعلقة بمطار القليعات.
حوافز ذكية بدل الحلول التقليدية
وشدد وزير الاقتصاد على أن تسهيل الإجراءات شرط مسبق لأي عملية تنموية، داعيًا إلى اعتماد ما وصفه بـ"الحوافز الذكية" بدل الحلول الشكلية، مع الابتعاد عن الخيارات الجامدة، والاعتماد على المرونة بما يتناسب مع طبيعة كل منطقة وقطاع.
وأوضح أن تحديد الأولويات القطاعية يجب أن يرتبط بقدرات التنافس، لا سيما في المجالات التكنولوجية والقطاعات الإبداعية التي تشكل فرصة حقيقية للشباب اللبناني.
وجاءت مواقف ميقاتي والبساط خلال لقاء حواري بعنوان “الاقتصاد والابتكار… رؤية وزارة الاقتصاد لمستقبل رواد الأعمال"، عُقد في طرابلس داخل ”مركز العزم الثقافي – بيت الفن"، بحضور شخصيات اقتصادية وإدارية، حيث جرى التأكيد على ضرورة وقف نزيف هجرة الأدمغة وتهيئة الظروف لعودة الشباب اللبناني للمشاركة في إعادة بناء الاقتصاد الوطني.