تعرف على قصة حياة القمص إبراهيم البسيط كاملة ومعجزاته وصور حصرية
18.07.2025 07:24
Articles مقالات
وطني
تعرف على قصة حياة القمص إبراهيم البسيط كاملة ومعجزاته وصور حصرية
حجم الخط
وطني

تستمر الاحتفالات بعيد نياحة القمص إبراهيم البسيط حتى اليوم وتوافد الزوار من كل مكان لنوال بركة الجسد.

قصة حياه ابونا ابراهيم
ولد أبونا إبراهيم في قرية بني صامت التابعة لمركز بني مزار بمحافظة المنيا في أوائل عام 1885م، وأطلق عليه اسم (اسكندر) من أبويين بسيطي الحال ومؤمنين تقيين ولم يكن بقريته كنيسة وكان أهل القرية يسافرون إلى مدينة بني مزار لكي يصلوا فيها.

ربياه والداه في تقوى ولما اصبح فتى عمل فى مهنة الصباغة وكان الناس ينادونه بلقب “يا صباغ” فكان يقول لهم (قولوا يا صباغ الهدوم … لأن فيه واحد كبير خالص صباغ نفوس)، كما عمل أيضًا راعيًا للغنم. ولم تكن المهنتين بعيدتين عن كهنوته الذى ناله فيما بعد، فقد اصبح بعدها يصبغ الناس بالمعمودية كما كان يرعى شعب الرب ويجمع خرافه.

 
ADVERTISEMENT

يقيس أرض بيت الرب بالقصبة
دعي اسكندر مرة لحضور صلاة أكليل أحد أقاربه في بني سويف ورأى في الكنيسة صورة الشهيد الكاروز مارمرقس البشير. فوقف أمام الصورة وخاطب مارمرقس قائلًا: “لما انت حلو كدة ماتيجي بلدنا .. انت حلو يا مارمرقس .. تعالى .. بنى صامت عايزاك” .. وحين عاد إلى قريته صلى صلاة حارة من أجل قريته التي لا يوجد بها كنيسة .. ثم أوى إلى فراشه .. وبعد قليل ظهر في الغرفة نور عظيم وظهر القديس مارمرقس ليقول لاسكندر الصباغ: اصحى .. اصحى .. أنا مار مرقس اللي انت ناديته في بني سويف .. قوم .. قيس بالقصبة (أداة قياس في الريف بدل المتر) من بيت فلان كذا قصبة طول .. ومن بيت فلان إلى بيت فلان كذا قصبة عرض .. ودى هتكون كنيستي في بنى صامت .. واستيقظ اسكندر في لهفة وما أن بزغ نور الصباح حتى مسك قصبة القياس وقاس في المكان الذي أشار عليه القديس مارمرقس .. فلما رآه الناس يقيس بالقصبة قابلوه بالسخرية .. لأن هذا المكان أغلبه بيوت غير مسيحيين .. وبينما هم يتهكمون عليه اذ بسيدة مسيحية لها منزل من المنازل التي قاس حولها تناديه وتقول: “إن منزلنا هذا أوقفناه منذ زمن طويل ليكون كنيسة للرب” … وكان هذا المنزل هو النواة الأولى ثم توالى شراء باقي البيوت التي قاسها اسكندر فيما بعد كما حدد الشهيد مار مرقس .. فحقًا عظيمة هي أعمال الله.

رسم كاهنًا رغم أنه لا يعرف القراءة والكتابة
ولتقوى اسكندر ومحبته للخدمة دعاه الرب للكهنوت رغم أن هذا لم يكن في حسبانه أو حسبان أي شخص آخر. لكن عناية السماء شاءت أن يكون كاهنًا على مذبح كنيسة السيدة العذراء بقرية المناهرة مركز مطاي، وذلك فى بداية الصوم الكبير لسنة 1928م.

ويوم رسامته سأله المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بني سويف قائلًا: “تعرف تقرأ قبطي يا اسكندر يا ابني؟” فأجابه: “ولا عربي يا سيدنا” … ومع هذا شعر المطران القديس بروحانية وتقوى وورع اسكندر الصباغ، فرسمه كاهنًا باسم القس إبراهيم .. وعقب رسامته أخذ خلوته الروحية فى دير القديس الأنبا صموئيل المعترف بجبل القلمون. واستمرت الخلوة حوالي ثلاثة أشهر ونصف، تعلم خلالها القراءة والكتابة باللغتين العربية والقبطية. وكانت كنيسة العذراء بالمناهرة يقيم فيها في هذا الوقت القديس القس عبد المسيح المقاري المناهري وكثيرًا ما تجالس الكاهنين وسبحًا الرب من أعماق القلب .. وتشاركا خدمة المذبح ببساطة روحية .. وكان لهما فعلًا فعالًا، ففاح عبير القداسة إلى ارجاء بيوت المؤمنين.

وبعد رسامته كاهنًا على كنيسة العذراء بالمناهرة لم يتواني في السعي لبناء الكنيسة التي حددها له مارمرقس فكان لا يكل ولا يمل في العزم والهمة لبنائها .. ولما كمل بنائها نقله الأنبا أثناسيوس إلى كنيسة مارمرقس ببني صامت وقام بترقيته قمصا في عام 1944.

وبدأ الكاهن الأمين في خدمة قريته وأبناء كنيستهم بكل همة ونشاط وكانت يد الرب معه إذ أن السيد له المجد منحه نعمة كبيرة في خدمته.

كان أبونا إبراهيم يحفظ القداس الإلهي عن ظهر قلب ونادرًا جدًا ما كان يستعمل الخولاجي أو الأجبية في صلاته .. ولكنه كان أحيانًا في منتصف القداس ينسى ويقف .. فكان لا يبحث عن الخولاجي ليقرأ منه بل كان يرفع عينيه إلى السماء ويصرخ قائلًا: كمــل يا كامـــل .. أي أرسل يارب بقية الكلام .. كمل انت الصلاة أيها الرب الكامل.

ذهب القمص إبراهيم إلى كنيسة الشهيد مار مينا في مصر القديمة وكان معه أبنه ميصائيل .. وعندما دخل إلى الكنيسة قابل القمص مينا المتوحد فقال أبونا إبراهيم لأبنه: “سلم يا ميصائيل على أبونا البطرك!!” فنظر إليه ابونا مينا وقال: “ايه ده يا ابونا ابراهيم؟” فقال له القمص إبراهيم: “هتبقى بطرك يا ابونا مينا … هتبقى بطرك” … ومرت الايام وصار القمص مينا المتوحد بطريركًا باسم البابا كيرلس السادس رجل الصلاة والمعجزات ..

وبعد نياحة البابا كيرلس السادس تجمع أولاد أبونا إبراهيم ومحبيه حوله وسألوه: “من سيكون بطريركا؟” فتمنع أولًا عن الإجابة ولكن بعد أن ضيقوا عليه الخناق أجاب وقال: “الأنبا شنودة أسقف التعليم هيكون البطريرك اللي جاي” .. وفعلا تم تنصيب قداسة البابا شنودة الثالث بطريركا للكرازة المرقسية …
معجـــــزاته
قول للعمدة خلاص مش هتسمع الجرس تاني:
انطلقت أجراس الكنيسة في بني صامت تعلن بدء صلاة عشية … وفي هذه الأثناء كان عمدة القرية جالسًا مع بعض الأعيان في دوار العمودية .. فتضايق حينما سمع صوت الجرس يقطع عليهم حديثهم .. وصاح في أحد الخفراء: روح هات القسيس هنا .. فذهب الخفير ليحضر أبونا إبراهيم الذي استمهله حتى ينتهي من الصلاة .. فذهب الخفير للعمدة وأخبره بذلك فثار العمدة بكبرياء وقال للخفير: “قوله اقطع الصلاة وتعالى دلوقتي” .. فذهب الغفير مرة اخرى إلى أبونا ابراهيم الذي استفهم منه عن سبب هذا الاستعجال .. فعرف منه ان العمدة متضايق من صوت الجرس. وهنا رفع رجل الله عينيه إلى السماء وقال للخفير: “قول للعمدة خلاص مش هتسمع الجرس تاني” .. وبينما كان الخفير في طريقه إلى العمدة ليخبره بهذا الكلام إذ بالعمدة يضع يديه على رأسه ويقول: “عيني .. وداني .. ألم شديد” .. وسافر العمدة إلى القاهرة .. ولكن دون جدوى فأصيب بالعمى والصمم ولم يعد إلى القرية مرة أخرى .. وبقي الجرس يدوى لدعوة أبناء الكنيسة للحضور إليها لرفع التسابيح لرب المجد …

أربعة ضباط يحرسوه من هم
ذهب ابونا إبراهيم إلى البلاد التى حوله ليجمع تبرعات لأجل بناء الكنيسة وأخيرا وصل إلى القاهرة، واستقر به المطاف في أحد صالونات الحلاقة لكي يقص شعره وكان الحلاق غير مسيحي. ودار بينهم حوارًا قصيرًا عرف منه الحلاق أن أبونا يجمع تبرعات للكنيسة وأن معه الآن مبلغ 300 جنيه (كان هذا المبلغ كبيرًا جدًا آنذاك) .. ولاحظ الحلاق أن أبونا رجلا بسيطًا فاعتبره صيدًا ثمينًا لكي يسرق منه هذا المبلغ .. فلما انتهى من حلاقة شعره رفض أخذ الحساب بإصرار قائلًا: انت ضيفنا يا أبونا ولازم تيجي عندنا وبكرة الصبح تكمل مشاويرك” … وبكل بساطة قبل أبونا الدعوة وذهب إلى بيت الحلاق .. وفي بيت الحلاق نام أبونا إبراهيم في حجرة مستقلة، بعد أن صلى صلواته الخاصة. وفي اثناء النوم أتى الحلاق حافيًا إلى الحجرة التي ينام فيها أبونا وهو يتسلل على أصابع قدميه حتى لا يشعر به لكي يستولى على المبلغ وحافظة النقود .. وبمجرد أن فتح الباب ودخل انذهل مما رآه .. إذ بالحجرة مضاءة بنور أخضر جميل وأربعة ضباط وقوف على أركان السرير الأربعة وأبونا نائم في سلام لا يوصف …. فأنكفئ الحلاق على وجهه من هول المنظر الذي يراه وأخذ يزحف على بطنه وهو يكتم أنفاسه لئلا يشعر به أبونا وخرج من الحجرة .. وأخبر الحلاق زوجته بما رأى فقالت له: “دول أولياء الله .. سيب الراجل في حاله” .. وفي الصباح استيقظ ابونا ابراهيم، فأخبره الحلاق بما حدث معترفا بذنبه وفعلته الآثمة فقال له أبونا البسيط: “أصلهم يا بني مش بتوعي (يقصد النقود) فهى بتاعت ربنا .. وما لله لله …”

الجنيهات الذهبية
ذهب أبونا إبراهيم إلى محل صائغ واستبدل جنيهات ورقية كانت معه بجنيهات ذهبية وحفظها في صرة من القماش داخل جيبه .. وأثناء خروجه راقبه لص وبسرعة دخل وسأل الصائغ عما أخذ أبونا وعرف منه أن أبونا أخذ 20 جنيهًا ذهبيًا فسار وراءه حتى وصل أبونا إلى شاطئ النيل ينتظر معدية حتى يذهب للشاطئ الآخر وركب أبونا المعدية وركب اللص أيضًا .. وفي منتصف الطريق وقف اللص وصرخ: “الحقوني اتسرقت فلوسي 20 جنيه ذهب كانت معايا في صرة قماش ضاعت مني .. انا هفتشكم كلكم حتى أبونا” …. وهنا فهم ابونا الحيلة التي قصدها اللص ليأخذ النقود فقال في نفسه: “بقي يا أبونا هتيجي على آخر أيامك وتبقى حرامي”.. وفي هدوء أخرج الصرة التي فيها النقود ومد يده إلى جانب القارب وألقى بها في النيل، مفضلًا ضياعها عن أن يقال عنه انه لص وسارق .. وقام اللص بتفتيش الموجودين حتى أبونا ولكنه لم يجد شيئا بالطبع فمضى في حال سبيله … وفي صباح اليوم التالي جاء أحد صيادي السمك إلى منزل أبونا إبراهيم البسيط وقال له: “أنا يا أبونا النهاردة اصطدت السمكة الكبيرة دي وقلت دي لازم تكون من نصيب أبونا إبراهيم” .. فرد عليه أبونا في آلم وضيق: “مش عاوز .. مفيش فلوس” .. ولكن الصياد طرح السمكة في الأرض وقال: “مش عاوز فلوس دلوقتي”، وتركها ومضى .. فأخذت زوجة أبونا السمكة لتنظيفها وما أن فتحت بطنها حتى وجدت صرة قماش فيها !!!!. فصاحت إلحق يا أبونا فيه صرة في بطن السمكة .. فرد عليها بهدوء: “أنا عارف دي العشرين جنيه الذهب بتوعي” .. وفتحت زوجته الصرة لتجد فيها فعلا الـ 20 جنيه الذهب .. فمجدت الرب … وكأن الرب يقول له: “الأمانة بتاعتك جاية لغاية عندك في بطن السمكة”.

يعبر النيل على منديل
كان في زيارة على الجهة الأخرى من النيل حتى شعر بأن والدته في النزعات الأخيرة فقرر الذهاب إليها ولكن كان النيل فاصلًا ولم تكن هناك معدية وإليك ما حدث: يروي أهل قرية بني صامت هذه المعجزة قائلين: في يوم من الأيام كنا واقفين على شاطئ النيل ننتظر المعدية لكى نعبر إلى البر الأخر ولكن أصحاب المراكب قالوا بأن الجو لا يسمح لأنه لا يوجد هواء يساعد المراكب الشراعية في السير في الماء. فوجدنا أبونا إبراهيم قد أخرج من جيبه منديلًا فظننا انه سيمسح عرقه ولكننا وجدناه في منتهى البساطة وضع المنديل على الماء ثم وضع قدمه اليمنى ثم قدمه اليسرى … وكأنه واقف على الأرض وفي سرعة البرق كأنه راكب طائرة عبر إلى البر الأخر ولما استقبله الناس عند الشاطئ الآخر سألوه: جيت منين يا أبونا؟ فقال من هنا .. من هنا .. ولم يكمل ولكن الناس نظروا ولم يجدوا مراكب … (هذه الحادثة ترويها إبنته).

يطلب حتى ولو لوح زجاج واحد تبرع
ذهب أبونا إبراهيم مرة ليجمع التبرعات ودخل لأحد محلات الزجاج وطلب من صاحب المحل التبرع للكنيسة فرفض صاحب المحل فقال له أبونا: “أدينا حتى ولو تمن لوح زجاج” .. فرفض أيضًا .. ولما خرج أبونا من عنده إذ بلوح زجاج كبير يسقط متهشمًا عن آخره … فنظر أبونا إلى الرجل وقال له: “أنا قلت لك أعطينا تمن لوح زجاج .. لو كنت دفعته لربنا مش كان احسن!!”

يسخر من أبونا
كان أبونا إبراهيم يشتري منزلًا من أحد الأشخاص في قرية بني صامت من أجل بناء الكنيسة وبعد أن حصل صاحب المنزل على الثمن وخرج أبونا من عنده ابتدأ يستهزئ عليه بكلام ساخر، وبينما هو يتحدث هكذا فوجئ بنزيف دم يخرج من بطنه .. فتوجه إلى المستشفى للعلاج وهو يقول: “ده ذنب أبونا إبراهيم لما اتكلمت عليه، ربنا رد عليا فورا” … صحيح الرب يدافع عنكم وانتم تصمتون ..

نياحته
كان الأب المبارك القمص إبراهيم البسيط حتى نهاية حياته مملوءًا حيوية وقوة رغم أنه تجاوز السابعة والثمانين من عمره. ولكنه فوجئ ذات ليلة بهبوط حاد ألزمه السرير .. وبعد ساعات قليلة أسلم روحه في هدوء الملائكة بعد حياة حافلة بالبساطة والحب .. وارتسمت على وجهه الطاهر ابتسامة تنم عن سلام عجيب، ارتبط به ووجده في لقاء الملائكة الأبرار الذين حملوا روحه النقية إلى الفردوس لينضم إلى الأربعة والعشرين قسيسًا … وكان ذلك في فجر يوم 17/7/1972 لتكسب الكنيسة شفيعا لها في المجد أمام رب المجد …

 

 

اترك تعليقا
تعليقات
31/12/1969 19:00:12

ikbqqw