إقامة أول قدّاس إلهي في كنيسة العقبة الأثرية بعد سبعة عشر قرنًا
14.12.2025 11:12
اهم اخبار العالم World News
وطنى
إقامة أول قدّاس إلهي في كنيسة العقبة الأثرية بعد سبعة عشر قرنًا
حجم الخط
وطنى

شهدت كنيسة العقبة الأثرية الكبرى حدثًا تاريخيًا وروحيًا فريدًا، حيث أُقيم أول قدّاس إلهي فيها منذ نحو سبعة عشر قرنًا، في خطوة تعكس عمق الجذور المسيحية في المنطقة وأهميتها الدينية والتاريخية.

 

وترأس القدّاس سيادة المطران خريستوفوروس، بمشاركة الأرشمندريت أندراوس الرئيس الروحي لمحافظة العقبة، وبمعاونة لفيف من الكهنة، وذلك بحضور عدد من الشخصيات الاعتبارية، إلى جانب أبناء الرعية.

 

وفي عظته، شدّد سيادة المطران على أهمية الخشوع والوقار أثناء الوقوف في هذا الموقع الأثري المقدس، مؤكدًا أن الكنيسة، وإن كانت أثرية، إلا أنها حيّة بإيمان آبائنا وأجدادنا الذين حملوا الإيمان المسيحي عبر القرون. وأشار إلى أن العالم اليوم ينظر إلى قدسية كنيسة العقبة التي تعود إلى القرن الثالث الميلادي، في قلب الأراضي المقدسة.

وأضاف أن الآباء والأجداد دافعوا عن إيمانهم بالمخلّص يسوع المسيح في عصور الاضطهاد، وقدّموا حياتهم شهداء للحق، وكانوا يجتمعون للصلاة سرًا وتحت الأرض، معتبرًا أن إقامة هذا القدّاس تشكّل فرحًا عظيمًا في السماء، ورسالة سلام ومحبة في الأردن الحبيب.

كما عبّر سيادته عن بالغ الشكر والتقدير لكافة الجهات التي أسهمت في إبراز الكنيسة بصورتها الحالية، وعلى رأسها سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، ووزارة السياحة والآثار، وعلماء الآثار، والجهات الرسمية الوطنية، إضافة إلى الآباء الكهنة في العقبة، مثمّنًا جهودهم المتواصلة في الحفاظ على هذا الإرث الديني والوطني.

وأكد المطران خريستوفوروس اعتزازه بروح العيش المشترك في الأردن، في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة، حيث يقف المسلمون والمسيحيون معًا في وطن واحد، تجمعهم قيم الاحترام والوحدة والمحبة.

وبحسب وزارة السياحة والآثار، فقد تم اكتشاف موقع كنيسة العقبة عام 1998 على يد علماء آثار، ويعود تاريخها إلى القرن الثالث الميلادي، حيث بُنيت ما بين عامي 293 و303، وتُعد من أقدم الكنائس في العالم. وتقع الكنيسة ضمن الأطراف البعيدة للإمبراطورية الرومانية، الأمر الذي يُرجّح نجاتها من الدمار خلال فترة الاضطهاد الكبير (303–313).

وقد هُجرت الكنيسة لاحقًا ثم أُعيد تجديدها، وظلت قيد الاستخدام حتى دمّرها زلزال عام 363، إلا أن الرمال التي غمرت الموقع أسهمت في الحفاظ على جدرانها، لتقدّم اليوم نموذجًا فريدًا للعمارة المسيحية المبكرة، وشاهدًا حيًا على تاريخ ديني عريق في مدينة العقبة.

 

 

اترك تعليقا
تعليقات
Comments not found for this news.