ترأس قداسة البابا لاون الرابع عشر صباح اليوم الأحد، قداس “يوبيل المساجين” في بازيليك القديس بطرس، موجّهًا رسالة قوية ومؤثرة عن الرجاء والعدالة وإمكانية البدء من جديد، حتى داخل أسوار السجون. جاءت عظة الأب الأقدس بمناسبة “يوبيل الرجاء لعالم السجون”، الذي يتزامن مع الأحد الثالث من زمن المجيء، المعروف باسم “إفرحوا!” (Gaudete) وشدد البابا على أن هذا التوقيت يذكرنا بالبعد المنير للانتظار، وهو “الثقة بأن شيئًا جميلًا ومفرحًا سيحدث”.
استهل البابا حديثه بالتذكير بدعوة سلفه، البابا فرنسيس، في العام الماضي للسجناء، التي تلخصت في نقطتين: الحبل في اليد، ومعه مرساة الرجاء”: إشارة إلى الإيمان بالحياة الأبدية وإمكانية وجود مستقبل أفضل. شرِّعوا أبواب قلوبكم”: دعوة لأن نكون صانعي عدالة ومحبة بقلب سخي. كما أقرّ البابا لاون الرابع عشر بأن عالم السجون لا يزال يواجه تحديات جمة، لكنه رفض اليأس أو التراجع. وأكد على أن العدالة الحقيقية هي دائمًا عملية تعويض ومصالحة، مشيرًا إلى حقيقة أساسية: “أن الإنسان لا يُختزَل فيما ارتكبه”.
هذا ودعا البابا إلى الحفاظ على جمال المشاعر والرحمة والغفران، فمن هذه الأرض القاسية يمكن أن “تُزهر زهور رائعة” وتنمو “بوادر ومشاريع ولقاءات فريدة في إنسانيتها” داخل السجون. وختم البابا رسالته بدعوة إلى التوبة والرجاء، مثمّنًا “حضارة المحبة” التي يجب أن تسود. كما عبّر عن أمله في أن تستجيب الدول لرغبة البابا فرنسيس بمنح “أشكال عفو أو الإعفاء من العقوبة” بمناسبة السنة المقدسة، لتوفير فرص إعادة إدماج حقيقية.
في الختام، وجه البابا كلمات تشجيعية للسجناء والعاملين في هذا المجال، مؤكدًا أن الهدف الأسمى لله هو “ألا يهلك أحد وأن يَخلُصَ جَميعُ النّاسِ”.