
وجه الدكتور ميشال عبس رئيس مجلس كنائس الشرق الأوسط، رسالة بمناسبة بدء موسم الخليقة لأجل السلام، قائلًا: “صحيح أنّ عالمنا غارق بأزمات أمنيّة، واجتماعية وبيئية وصحية ترخي بظلالها في كلّ أنحاء الأرض، الّا أنّ التمسّك بالرجاء يبقى مصدر قوّة وعزيمة للعمل معًا من أجل السلام والعدل لكلّ خليقة الله رغم كلّ التحدّيات الّتي تحيط بها”.
وتابع خلال كلمته قائلا: "ووسط الصراعات والحروب الّتي تثقل كاهل أبناء الشرق الأوسط والعالم، كثرت المبادرات التي تسعى إلى التذكير بأهميّة القضية البيئية رافعة الصوت عاليًا من أجل ترسيخ الثقافة الإيكولوجيّة في سبيل العمل من أجل الحفاظ على البيئة الّتي باتت مهدّدة بالخطر"، مضيفًا: "من هنا، يدقّ "موسم الخليقة" جرس الإنذار منبّهًا بضرورة الالتفات إلى خليقة الله، الاستماع إلى صرختها وأنينها وبذل الجهود من أجل حمايتها، فالعمل معًا على تعزيز الوعي البيئي يسهم في السير نحو تحقيق السلام وإحقاق الحقّ والعدالة".
وأضاف: "لا ينبغي أن نخيِّب الخالق بإفسادِنا لخليقتِه التي ائتمَنَنا عليها منذ فجر الأزمان، ويستمرّ في حمايتنا من أنفسنا، إنّ تحوّلا في النماذج هو ضرورةٌ قصوى".
وأشار قائلا: "من هنا، تؤكّد هذه المقولة الّتي نُشرت في دليل "موسم الخليقة" 2025، إلى جانب مقولات لشخصيّات دينيّة ومسكونيّة عالميّة، على ضرورة تعزيز المناصرة البيئيّة واحتضان البيئة الّتي تشكّل إحدى أهم الوزنات الّتي وضعها الخالق بتصرّفنا".
يذكر أنّ مجلس كنائس الشرق الأوسط يسعى من منطلقه الإيماني واللّاهوتي، إلى الدفاع عن البيئة المنهكة منذ سنوات، وأصبح ناشطا في العديد من المجالات البيئيّة، لاهوتيًّا وإعلاميًّا وثقافيًّا وميدانيًّا، وذلك عبر إطلاقه للموسم في الشرق الأوسط العام 2021 وتعريبه سنويًّا لدليل الموسم العالمي.
كما يواصل مجلس كنائس الشرق الأوسط عمله البيئي طيلة أيّام السنة عبر وحدة العدالة البيئية في دائرة الشؤون اللاهوتية والعلاقات المسكونية، من خلال الندوات والمحاضرات وحملات التشجير وحلقات التوعية الّتي يقوم بها، من دون أن ننسى مهام دائرة التواصل والإعلام التي تعمل على إنتاج مختلف المواد الصحفيّة والإعلاميّة، المرئيّة والمسموعة والمكتوبة، بغية تعزيز الثقافة البيئيّة والإضاءة على هذه القضيّة المهمّة مسيحيًّا وإنسانيًّا.
علمًا أنّ "موسم الخليقة" يبدأ كلّ سنة في 1 سبتمبر، مع عيد الخلق، وينتهي في 4 أكتوبر مع عيد القدّيس فرنسيس الأسيزي، شفيع الإيكولوجيا.