محلل سياسي: نتنياهو يُشعل المنطقة باقتحام الأقصى هربًا من أزماته الداخلية
16.12.2025 07:34
اهم اخبار العالم World News
الدستور
محلل سياسي: نتنياهو يُشعل المنطقة باقتحام الأقصى هربًا من أزماته الداخلية
Font Size
الدستور

قال المحلل السياسي والخبير في الشئون العربية، طلعت طه، إن اقتحام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حائط البراق والمسجد الأقصى، تزامنًا مع ما يُسمى إحياء عيد «الحانوكا» العبري، يعكس بوضوح عدم اكتراثه بأي اعتبارات سياسية أو دينية أو دولية، سوى مصالحه الشخصية وأطماعه السياسية.

وأوضح «طه» أن نتنياهو يوظف حتى ما يسميه عقيدته الدينية استخدامًا سياسيًا، بهدف تعزيز موقفه الداخلي واستعادة قوة سياسية وصفها بـ«الواهية»، مشيرًا إلى أن ما جرى صباح اليوم الثلاثاء، في ثاني أيام عيد الأنوار «الحانوكة»، من اقتحام للمسجد الأقصى، جاء بالتزامن مع اقتحام مجموعات من المستوطنين لباحات المسجد، وسط حماية مشددة وكبيرة من شرطة الاحتلال.

المشهد كان مرتبًا ومتوقعًا بالكامل من جانب المتطرفين اليهود

وأكد أن هذا المشهد كان مرتبًا ومتوقعًا بالكامل من جانب المتطرفين اليهود، الذين يقتحمون المسجد الأقصى تحت شعارات دينية وصفها بـ«الكاذبة»، لافتًا إلى أنهم قاموا بإضاءة الشمعدان اليهودي، وأعلنوا عن نيتهم إشعال شمعة كل يوم من شموعه الثمانية، ما يعني استمرار هذه الانتهاكات على مدار ثمانية أيام متتالية.

وأشار فى تصريحات خاصة، لـ«الدستور»، إلى أن جهات فلسطينية متعددة، سواء السلطة الفلسطينية أو قوى وفعاليات شعبية، دعت إلى الحشد والرباط لإفشال هذا المخطط، إلا أنه استبعد نجاح هذه الدعوات في ظل الفارق الكبير في القوة والسلاح والاستعدادات، التي تصب جميعها في مصلحة الاحتلال، محذرًا من احتمال سقوط شهداء فلسطينيين نتيجة هذه المواجهات.

واقرأ:
تصعيد خطير.. محلل فلسطيني يُحذر: توظيف "الحانوكاه" لفرض واقع جديد بالأقصى (خاص)

ترامب أعلن صراحة أنه لن يسمح بعودة حكومة إسرائيل ونتنياهو إلى الحرب مجددًا

وفيما يتعلق بقطاع غزة، قال «طه» إن الحرب انتهت فعليًا، حتى وإن وقعت بعض الاختراقات المحدودة، مؤكدًا أن نمط الاقتتال الذي بدأ منذ 7 أكتوبر حتى مؤتمر السلام لم يعد قائمًا، موضحًا أن المشهد الحالي يتصدره الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي أعلن صراحة عن أنه لن يسمح بعودة حكومة إسرائيل ونتنياهو إلى الحرب مجددًا.

وأضاف أن هذا الواقع سيدفع نتنياهو إلى إشعال الجبهات في مناطق أخرى، مشيرًا إلى ما يحدث في الضفة الغربية من اقتطاع يومي لمساحات من الأراضي وبناء مستوطنات جديدة، بعد إزالة مستوطنات عشوائية لإقامة أخرى «قانونية» وفق التشريع الإسرائيلي، رغم الرفض الدولي هذه الإجراءات، الذي قال إنه «لا يُسمع أو يُسمع دون استجابة».

احتمالات كبيرة لوقوع اختراقات وضربات وعمليات اغتيال في لبنان

ولفت «طه» إلى احتمالات كبيرة لوقوع اختراقات وضربات وعمليات اغتيال في لبنان، مرجحًا اندلاع حرب هناك بذريعة عدم تسليم حزب الله لسلاحه في الموعد الذي حدده ترامب، أو بذريعة استهداف مواقع يدّعي الاحتلال أنها تابعة للحزب، سواء كانت لبنانية أو غير ذلك، كما أشار إلى إمكانية امتداد الضربات إلى سوريا وربما العراق، في إطار ما وصفه بدور إسرائيل كـ«ذراع تنفيذية» للسياسة الأمريكية، بحجة استهداف جماعات تصنفها واشنطن كإرهابية.

 خنق إيران سياسيًا وأمنيًا ما زال قائمًا مع وجود احتمال لشن هجوم عليها

وأضاف أن خنق إيران سياسيًا وأمنيًا ما زال قائمًا، مع وجود احتمال لشن هجوم عليها، معتبرًا أن اقتحام المسجد الأقصى يأتي ضمن أدوات الضغط الإقليمي والدولي، ومحاولة من نتنياهو لإظهار قدرته على فرض السيطرة العسكرية والأمنية والسياسية واللوجستية، فضلًا عن فرض روايته الدينية المتطرفة.

وأكد أن نتنياهو يسعى من خلال هذه السياسات إلى تثبيت شرعيته السياسية داخليًا وخارجيًا، مشددًا على أنه لن يقبل الخروج من الحكومة مهزومًا، حتى لو كان ذلك على حساب الفلسطينيين، أو استقرار المنطقة، أو حتى مصلحة شعبه نفسه، موضحًا أن إشعال الأزمات والحروب يخدم هذا الهدف، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقررة في يونيو المقبل.

 اقتحام الأقصى بحد ذاته حرب على القانون الدولي والشرعية والمقدسات

وأشار إلى حدث وصفه بالمهم، يتمثل في اللقاء المرتقب يوم 29 من الشهر الجاري بين نتنياهو والرئيس الأمريكي، لمناقشة المرحلة المقبلة، متسائلًا عما إذا كان الاحتلال سيتجه إلى فتح حروب جديدة، واعتبر أن اقتحام الأقصى بحد ذاته حربا على القانون الدولي، والشرعية، والمقدسات، والاتفاقيات والأعراف الدولية.

وأوضح أن قيام المستوطنين بإشعال الشموع والرقص على سلالم الأقصى، وإعلانهم عن البقاء عدة أيام متتالية، ينذر بإمكانية اندلاع مواجهات بين الفلسطينيين من جهة، والاحتلال والمستوطنين من جهة أخرى، خاصة في ظل دعوات الحشد والرباط، وإن كان يستبعد أن تتطور هذه المواجهات إلى حرب شاملة في القدس.

وللمزيد:
"عبدالعاطي" يُحذّر من خطورة سيناريو "القوس الأمني" في قطاع غزة (خاص)

تقسيم المسجد الأقصى

وتطرق إلى ما وصفه بمخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، مؤكدًا أن إسرائيل لا تعترف بالوجود الفلسطيني ولا بالدولة الفلسطينية، وتتعامل مع الأرض باعتبارها ملكًا خالصًا لها، والفلسطينيين مجرد غرباء، ما يعكس نيتها استكمال احتلال الضفة الغربية والقدس بالكامل.

وأشار إلى أن الاحتلال رفع علمه فوق جبل الشيخ، وأقام احتفالات وأشعل الشمعدان هناك دون أي رد فعل يُذكر، معتبرًا أن السيناريو القادم «لا يبشر بخير»، خاصة مع احتمالات تكرار اقتحامات الأقصى من قبل وزراء متطرفين مثل إيتمار بن غفير، إضافة إلى اقتحامات محتملة في الخليل.

 

ولفت إلى أن المواجهات المقبلة قد تكون محدودة أو ضعيفة نتيجة فارق القوة، ولن تصل إلى موجة تصعيد كبرى، كما حدث في أعوام سابقة، متوقعًا أن تقتصر على احتكاكات ومواجهات بالحجارة، مع احتمال وقوع عمليات استشهادية، مطالبًا في الوقت نفسه بتدخل حاسم من الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي لوقف هذه الانتهاكات.

Leave Comment
Comments
Comments not found for this news.