كشف صحيفة “نيويورك الأمريكية”، أبرز المخاوف التي قد تواجهها المرحلة الثانية خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في غزة، خصوصًا فيما يتعلق بتشكيل القوة الدولية التي من المتوقع أن تعمل على تأمين القطاع.
المرحلة الثانية
وتتضمن خطة إدارة ترامب المكونة من 20 بندًا لغزة عدة هيئات جديدة مدعومة دوليًا، من شأنها تهيئة الظروف اللازمة لتحقيق سلام دائم، بدءًا من استقرار الأمن في القطاع الذي مزقته الحرب، وصولًا إلى وضع الأسس لحكمه المستقبلي دون حماس ومر شهران على وقف إطلاق النار، ولا تزال تلك الخطط الطموحة بعيدة عن التحقق.
و يُحيط بتشكيل قوة دولية في غزة مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى انخراط القوات الأجنبية في قتال مباشر مع حماس. كما يكتنف الغموض تشكيل الحكومة الانتقالية المقترحة ومن المفترض أن تكون هذه العناصر جزءًا من المرحلة الثانية لوقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر، والذي شهد إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء المتبقين في غزة مقابل نحو ألفي أسير ومعتقل فلسطيني.
تأمين غزة
ودعت خطة السلام التي طرحها الرئيس ترامب إلى نشر قوة دولية للمساعدة في استقرار غزة وتدريب ضباط الشرطة الفلسطينية. إلا أن آلية عمل هذه القوة لم تتضح بعد، وقد أدى هذا الغموض إلى تأخير تشكيلها.
أعرب بعض مسؤولي إدارة ترامب، بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس، عن أملهم في أن تقود هذه القوة الجهود الرامية إلى نزع سلاح حماس. وفي نوفمبر وأصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارًا بقيادة الولايات المتحدة يمنح تفويضًا دوليًا لهذه القوة، بما في ذلك "ضمان عملية نزع سلاح قطاع غزة".
عدم اعلان أي دولة مشاركتها
وقالت الصحيفة: لم تُعلن أي دولة التزامها بإرسال قوات إلى غزة، على الرغم من ترشيح أذربيجان وإندونيسيا كدولتين محتملتين للمشاركة في القوة ووبحسب مسؤول أذربيجاني، تحدث إلى الصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة معلومات حساسة، فإن إرسال جنود إلى أذربيجان أمرٌ مرفوضٌ تمامًا إذا ما اقتضى الأمر مشاركتهم في قتال حماس.
ووفقًا لمسؤولين ودبلوماسيين، صرّحت بعض الدول بأن جنودها سيتواجدون هناك فقط للحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة، ورفضت اقتراحاتٍ بمشاركتهم في مصادرة أسلحة مقاتلي حماس.
عرض السينتكوم
وأفاد ثلاثة مسؤولين غربيين أن الجيش الأمريكي سيعقد اجتماعين بهذا الشأن خلال الأسابيع المقبلة، وقدّمت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، وهي فرع من الجيش الأمريكي يُساعد في وضع خطط القوة، عرضًا مؤخرًا لمسؤولين عسكريين من عشرات الدول. وأوضح العرض أن القوات ستُنشر في أجزاء من غزة تسيطر عليها إسرائيل حاليًا، وأن فريقًا متخصصًا سيدرب أكثر من 4000 شرطي فلسطيني.
ووفقًا للعرض، سيبدأ انتشار القوة بالقرب من مدينة رفح الجنوبية، مما يُهيئ الظروف لمزيد من الانسحاب العسكري الإسرائيلي. وقد حصلت صحيفة نيويورك تايمز على نسخة من العرض.
وقامت الصحيفة بالتحقق من العرض التقديمي مع ثلاثة دبلوماسيين غربيين، حيث تبين أن القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) هي من عرضته على المسؤولين.
وتُفصّل الوثيقة نشر 8000 جندي، مشيرةً إلى أن بعضهم سيتولى "تأمين الأراضي والطرق والمواقع الثابتة لتمكين تدفق المساعدات الإنسانية" و"منع تعطيل العدو". كما تنص الوثيقة على أن أفراد القوة "سيضعون شروطًا لنزع سلاح حماس"، لكنها لم توضح كيفية تحقيق ذلك.
استثمرت الولايات المتحدة موارد إضافية في مراقبة وقف إطلاق النار ووضع خطط لمستقبل غزة. وتركزت بعض هذه الجهود في منشأة أمريكية تُسمى مركز التنسيق المدني العسكري (CMCC) جنوب إسرائيل.