اهتمت العديد من المواقع الدولية بخبر اكتشاف جدارية للسيد المسيح ذي المظهر الروماني بصفته “الراعي الصالح” في تركيا.
ووفقًا لموقع تايمز يونيون فقد وصفها علماء الآثار بأنها أحد أهم الاكتشافات التي تعود للعصر المسيحي المبكر في الأناضول.
وبحسب الموقع فقد تم اكتشاف اللوحة في أغسطس في مقبرة تحت الأرض في قرية هيساردير Hisardere بالقرب من إزنيق Iznik، وهي مدينة تقع في شمال غرب تركيا، وقد رسخت مكانتها في التاريخ المسيحي باعتبارها المكان الذي تم فيه اعتماد قانون الإيمان في مجمع نيقية عام 325 ميلادي، وقد زار البابا لاوون الرابع عشر المدينة مؤخرًا كجزء من أول رحلة خارجية له.
وألمح الموقع أن بالرغم هذا الدور المحوري في المسيحية المبكرة، لم يُعثر إلا على نماذج قليلة من رمز الراعي الصالح في الأناضول.
ونقل جورنال لوستوفت عن عالم الآثار الرئيسي، جولسن كوتباي Gulsen Kutbay، أن هذه الجدارية ربما هي “النموذج الوحيد من نوعه في الأناضول”.
وأفاد الموقع أن جدران وسقف المقبرة الضيقة مزينة برسوماتٍ للطيور والنباتات. كما تُزيّن الجدران صورٌ لرجالٍ ونساءٍ نبلاء، برفقة عبيدٍ من خدمهم.
وقال إرين إرتين إرتيم Eren Erten Ertem، عالم الآثار من متحف إزنيق، إنّ هذه الرسومات الجدارية تُظهر “انتقالًا من أواخر الوثنية إلى أوائل المسيحية، حيث تُصوّر المتوفى وهو يُودّع إلى الحياة الآخرة بطريقةٍ إيجابيةٍ ومناسبة”.
وأضافت عالمة الأنثروبولوجيا روكين زينب كوسه Ruken Zeynep Kose أن الحفريات كشفت عن هياكل عظمية لخمسة أفراد.
وكان البابا لاوون الرابع عشر، بابا الفاتيكان، قد زار مدينة إزنيق الشهر الماضي إحياءً للذكرى السنوية الـ 1700 لمجمع نيقية.
ووفقًا لموقع جورنال لوستوفت فقد قدم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لوحةً من البلاط تُصوّر اكتشاف الراعي الصالح إلى البابا لاوون خلال زيارته.
وكانت الأناضول قد شهدت لحظاتٍ محورية في التاريخ المسيحي، حيث وُلد القديس بولس في طرسوس، وقضى القديس يوحنا سنواته الأخيرة في أفسس، ويُحتمل أن تكون مريم العذراء قد عاشت أيامها الأخيرة بالقرب من المدينة نفسها، بحسب الموقع.